نصائح لزيادة التركيز التي لم تكن تعرفها من قبل

التركيز، مهارة إن أتقنتها، ضمنا لك النجاح في أي مجال تختاره. فإن عدم القدرة على التركيز على المهمة التي بين أيدينا هي إحدى أمراض عصرنا، والجميع يريد أن يعرف كيف يركز بشكل أفضل ويزيد من إنتاجيته. فهذه العملية على الرغم من أنها تحتاج صبرا وجهدا لتبني عادات جديدة فعالة و تمرن عقلك، ولكنها تستحق كل ذلك الجهد للأسباب التالية:

• إنجاز المزيد في وقت أقل.
  
• تحسين القدرة على الحفظ.
  
• ترسيخ المعلومات في الذاكرة لفترة أطول.
  
• شعور أكبر بالإنجاز مع الرضى عن الذات.
  
• مماطلة أقل لأننا نماطل ونؤجل فعل الأشياء التي نراها معقدة ومستهلكة للطاقة، في حين أن ازدياد القدرة على التركيز سيبسط عملية الدراسة بالنسبة لنا.
  
  

اتعلم اكثر: ما هو التركيز؟ تعريف الصحيح للتركيز اضغط هنا للقراءة

7 نصائح جديدة لتعزيز التركيز

1.تجنب تعدد المهام:

إن محاولة القيام بأنشطة متعددة في نفس الوقت تجعلنا نشعر بالإنتاجية الأكبر، ولكن ما ذلك إلا وهم، فهي تضعف تركيزك في القيام بمهامك وحتى وأن أنجزتها في نفس الوقت أو وقت أقل، فلن تكون بتلك الجودة و ستعتاد على التشتت. بالإضافة إلى ذلك، تعدد المهام يستهلك طاقتك بطريقة أسرع ويؤدي إلى الإرهاق. وكمثال على تعدد المهام، الاستماع إلى البودكاست أثناء الرد على رسالة بريد إلكتروني أو التحدث إلى شخص ما عبر الهاتف أثناء كتابة تقريرك. إن مثل هذا المهام المتعددة لا يعيق قدرتك على التركيز فحسب، بل يؤثر أيضًا على جودة عملك.

2.ممارسة اليقظة الذهنية والتأمل:

يمكن أن يؤدي التأمل أو ممارسة أنشطة اليقظة الذهنية إلى تعزيز الصحة واللياقة العقلية وتحسين التركيز. أثناء عملية التأمل، يصبح دماغنا أكثر هدوء ويصبح الجسم كله أكثر استرخاءً. نحن نركز على أنفاسنا أثناء العملية حتى لا تشتت انتباهنا عقولنا. من خلال الممارسة، يمكننا أن نتعلم كيفية استخدام أنفاسنا لإعادة انتباهنا إلى مهمة معينة بحيث يمكن القيام بها بشكل جيد حتى لو تمت مقاطعتنا.

3.خذ استراحة قصيرة:

قد يبدو ذلك مضيعة للوقت، ولكن عندما تركز على شيء ما لفترة طويلة، سيبدأ تركيزك في التلاشي. قد تشعر بصعوبة متزايدة في تكريس انتباهك للمهمة بين يديك.

لقد وجد الباحثون أن أخذ فترات راحة صغيرة جدًا أثناء القيام بمهمة معينة وتوجيه انتباهنا وتركيزنا إلى شيء آخر في مكان آخر يمكن يعيد شحن قدرتنا على التركيز لنعود إلى نفس المهمة. ففي المرة القادمة التي تدرس فيها لامتحان ما أو تحل واجبا طويلا ومرهقا، خذ قسطًا من الراحة عندما تستنفد طاقتك ومارس بعض الرياضة الخفيفة، أو تحدث مع شخص ما، أو تفقد هاتفك، المهم أن توقف تفكيرك بالدراسة لبرهة من الوقت.

4.مارس الرياضة:

ابدأ يومك بتمرين بسيط وحرك جسمك. وفقا لمجلة هارفارد لصحة الرجال، فإن التمارين المنتظمة تطلق مواد كيميائية أساسية للذاكرة والتركيز والقدرات العقلية. وجدت أبحاث أخرى أن التمارين الرياضية يمكن أن تعزز مستويات الدوبامين والنور إيبينفرين والسيروتونين في الدماغ، وكل ذلك يؤثر إيجابا على التركيز والانتباه. فالأفراد الذين يمارسون شكلاً من أشكال التمارين أو الرياضة يكون أداؤهم أفضل في المهام المعرفية مقارنة بأولئك الذين يعانون من ضعف الصحة البدنية. تساعد الحركة الجسدية على استرخاء العضلات وتخفيف التوتر في الجسم. نظرًا لأن الجسم والعقل مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، فعندما يشعر جسمك بالتحسن، سيشعر عقلك أيضًا بالتحسن.

5.النوم يساعدك على التعلم:

تمامًا كما تساعدك فترات الراحة على استعاد تركيزك ومعالجة المعلومات التي تعلمتها للتو، فإن النوم يفعل ذلك بشكل مضاعف أيضا. النوم ضروري، والمغزى هي الجودة وليس الكمية. فعلى سبيل المثال، النوم لمدة 15 ساعة في اليوم ليس جيدًا بل العكس، فالمدة الأمثل هي 7-8 ساعات متواصلة في هدوء تمام وفي غرفة مظلمة تماما مع التوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية لمدة ساعة قبل الخلود إلى السرير. فبذلك تستيقظ مرتاحًا، وتكون معلومات اليوم السابق قد ترسخت في عقلك وأصبحت جاهزا ليوم دراسي جديد. أما السهر طوال الليل والذهاب إلى المدرسة أو إلى الامتحان دون أن تكون قد أخذت القسط الكافي من النوم فسيضر بك أكثر مما يفيدك.

اتعلم اكثر: ما هو اضطراب فرط الحركة و التشتت اضغط للقراءة

6.تقنية بومودورو:

تقنية بومودورو هي طريقة تقسيم الوقت بين العمل على مهمة معينة وبين أخذ فترات من الاستراحة. أولاً، عليك أن تضع أهدافًا واقعية ومنطقية لتحقيقها خلال فترة دراستك. بمجرد الانتهاء من ذلك، قم بتعيين المنبه بعد 25 دقيقة. خلال هذا الوقت، ستدرس بجد مع التركيز الكامل وبدون أي تشتيت. عندما يرن المنبه، تأخذ استراحة لمدة خمس دقائق، تغادر خلالها منطقة الدراسة. يمكنك تناول وجبة خفيفة، أو شرب الماء، أو استخدام الحمام، أو القيام بأي شيء تريده. بعد انتهاء الخمس دقائق، تعود إلى الدراسة وتكرر دورة أخرى مدتها 25/5 دقيقة. بعد تكرار هذا المنوال لأربع مرات، تأخذ استراحة أطول من 30 دقيقة إلى ساعة.

7.إجراء فحوصات دم

عندما تجد أن ضعف قدرتك على التركيز تتزايد وتشعر أنك مهما فعلت لا يتحسن الأمر، ننصحك بإجراء فحوصات للمعادن والفيتامينات في جسمك، وخاصة الحديد، فيتامين دال، الزنك، وغيرها. وضعف التركيز والضباب العقلي عارض مهم لنقص الكثير من تلك المعادن والفيتامينات.

8.استخدم نظام المكافآت

التحفيز بالمكافآت من أبرز الأساليب التي يمكن أن تساعد الإنسان على القيام بمهمة صعبة أو تتطلب جهدا. وهنا بعبارة مكافآت، لا نعني أشياء مادية بالضرورة، إنما يمكن نزهة أو قطعة حلوى أو مشاهدة فيلم.

ملاحظة مهمة حول التركيز

كل إنسان فريد بطبعه وشخصيته، و نصائحنا حول التركيز هي نصائح ثبتت إفادتها من خلال الدراسات عند عدد كبير من التلاميذ، ولكن أفضل نصيحة قد نقدمها لك هي أن تراقب نفسك وتراقب ما يفيدك حقا بشكل ملموس. فعلى سبيل المثال، الأكل أثناء الدراسة يعتبر أحد الملهيات وقد تجد خبراء في المجال ينصحون بتجنبها، ولكن إن ثبت لك من خلال التجربة، أن بعض اللقيمات أثناء دراستك تحافظ على طاقتك أكثر، فلا مانع من ذلك شرط أن يكون ما تأكله صحيا ومغذي. وكمثال آخر، قدمنا لك تقنية البومودورو حيث حددنا لك وقتا محددا للدراسة وقتا محددا للراحة، ولكن في حال لم تجد هذا الأسلوب فعالا لك، لا تتردد في التعديل عليه على الإطلاق. فقط افهم نفسك وقدرتك على التركيز وراقب دائما العوامل الحاضرة في أكثر جلساتك الدراسية تركيزا ونجاحا.

الخلاصة

لست وحدك أبدا الذي يعاني من مشاكل في التركي، بل على العكس أغلب البشر باتوا يعانون منها نظرا لنمط حياتنا المتسارع والمليء بالضغوطات. فلا تظن أبدا أنه يوجد خطب ما فيك، ولا تقارن قدرتك على التركيز والإنجاز بغيرك، لأن عقل كل إنسان يعمل بطريقة فريدة. و ختاما لهذا المقال، ننصحك دوما بالدراسة بهدف التعلم والاكتشاف وإثراء النفس، لا حيازة الدرجات العالية فقط أو إرضاء الأهل.